Wednesday, December 2, 2015

بلثباسباسشاسشاسب

- لديّ إحساس دائم بعدم الرضا عن حياتي، فلا جديد في حياتي التي تمرّ بوتيرة واحدة وبطريقة مملة، أريد أن أنجح في حياتي الشخصية وأتفوّق في دراستي.. فماذا أفعل للتخلص من الإحساس بالملل.. أرجوكم ساعدوني.

 الإجابة

- عندما قرأت رسالتك ورأيت مستواك الدراسي الجامعي، تأكدت أنك إنسان طموح تريد أن تصل إلى الهدف المنشود وهو تحقيق النجاح في حياتك العلمية والعملية، ولكن تحتاج إلى تعزيز الثقة بنفسك وطرد الأفكار الانهزامية من عقلك الباطني ومن تفكيرك، وتحاول دائمًا أن تردد العبارات الإيجابية وهي: سأنجح بإذن الله تعالى سأتفوّق، أنا أريد أن أكون فعالاً في مجتمعي أريد أن أخدم وطني وأمتي أنا أحب الخير للآخرين أريد أن أقدّم المساعدة للآخرين، فبرمجتك لهذه الأفكار في عقلك الباطني بإذن الله تعالى ستحققها على أرض الواقع وتطبقها فعليًا.

اعلم أن الإنسان الإيجابي هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته، ويعترف بمسؤولياته الكاملة عن أفعاله وتصرّفاته، فيكون تفكيرك إيجابيًا بعيدًا عن الارتباك والخوف والقلق، والشخص الإيجابي يتميّز بصفات، نذكر منها ألا ينهزم للواقع بل يبحث عن البدائل دائمًا، ويتحكم في ردوده وأفعاله، ويبذل قصارى جهده كي يفوز بثقة الآخرين، ويجرّب أساليب كثيرة تقرّبه إلى الناس ولا ييأس.

ومن أهم شروط الشخصية المتكاملة هي الاستقامة والنزاهة، وهذا يعني أن نهتمّ بالقيم والمبادئ قبل أي شيء آخر، وأن نحترم أنفسنا ونحترم الآخرين، والقدرة على إيجاد التوازن بين الشجاعة واحترام الآخرين، فحاول أن تجعل شخصيتك قوية وتثق بنفسك دون المبالغة في ثقتها، بل أعطها تقديرها، ولا تنقص من شأنها، ولكي تعرف كيف تقدر ذاتك فهناك صفات يتمتع بها الشخص الذي يقدر ذاته ولا ينقص من قدرها شيئًا، ومن بينها أن تكون شخصًا مسيطرًا على انفعالاتك، وأن تكون متوازنًا في حياتك لا إفراط ولا تفريط، وأن تعشق الدراسة وتستمتع بها، وتتسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير.

كما يجب أن تكون صريحًا وواضحًا ولا تميل إلى استخدام الإشارات عند الحديث مع الآخرين. وعندما تواجه المصاعب تتجاوز ذلك بسرعة فتكون إيجابيًا ومتفائلاً، وأن تعتمد على ذاتك وتتمتع بالقدرة على التصرّف باستقلالية دون الرجوع إلى الآخرين.

وتستطيع أن تنجح في حياتك وتصل إلى النجاح وقمة المجد إذا أنت قدرت مهاراتك وذاتك، ولا تحاول أن تبالغ في شخصيتك أكثر مما تستحق، ولكن يجب أن تبادر بالعمل وتدخل الميدان وتجرّب، فقد تسقط أحيانًا ولكن لا تتأثر بهذا السقوط؛ فالإنسان الناجح الطموح لا يتأثر بالعواصف، يواصل مسيره إلى أن يصل إلى الهدف المنشود.



واعلم ـ أخي ـ أن النجاح والمجد لا يؤخذ بالتمني وإنما بالعمل والحركة والجدّ والمثابرة.

Tuesday, August 26, 2014

ماليزيا والإصلاح الفكري


عانت ماليزيا لأعوام مديدة من الاستعمار الذي نهب خيراتها وعزّز في أبنائها الجهل والتخلّف.فقد خضعت لوطأة الاستعمار الغربي لمدة خمسمائة عام، فابتدأ بالاستعمار البرتغالي (1957 م -م1511) تقريباً من (1511م-1641م) ,ثم الهولندي (1641م-1824م)، ثم البريطاني ( 1824م-1957م).

لقد كانت بداية حراك المجتمع الماليزي نحو النهضة في ظهور حركات التجديد والإصلاح الديني بعد أن اختلّت عقائد الناس وانتشر بينهم الجهل والخرافة.

لَمسَ ذلك الخلل الفكري العميق ثلَّة من المصلحون المخلصون فبدأوا بعميلة الإصلاح وتقويم عقائد الناس ونشر الوعي الديني بين الأفراد عن طريق إنشاء المساجد والمدارس، وبذلك برزت عدة شخصيات دينية قيادية أعادة الدماء لحياة الشعب الماليزي ,من خلال إيقاظ الوعي بالقضايا الدينية .

أي أن بناء الحضارة الماليزية تأسّس على تغيير عالم الأفكار أولاً لدى الأفراد بنشر العلم الديني السليم، والاستفادة من تجارب البلاد الإسلامية التي سبقتها في هذا النهج، كما أن حركة التغيير الفكري لم تقتصر على إصلاح العقائد بل أيضاً دعت إلى الاجتهاد والتجديد الفقهي حسب مقتضيات العصر واحتياجات المجتمع بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية .

حضارة متوثّبة:
هكذا تم تحريك الأفراد فكرياً فنتج عن ذلك الحراك الفكري المتحرّر من عبودية الجهل والتقليد ,حراك سياسي يسعى  للحرية والتخلّص من الاستعمار عن طريق  تكاتُف جهود منظمات عَمِلَت على تحرير البلاد من الاستقلال وعودة ثروات الأرض لأبنائها بقيادة أشخاص أدركوا قيمة الحرية، وبعد نضال مضنٍ وطويل حصلت ماليزيا على الاستقلال من الاستعمار البريطاني عام 1957م، وهكذا نشأت دولة ماليزيا مستقلة، عندما ارتقى عالم أفكارها لمستوى القضية مما انعكس على عالم الأشخاص والأشياء.
 
ومن المعروف أن الدول التي وقعت في قبضة الاستعمار تجد نفسها بعد خروج الاستعمار صفراً ..تعاني الفقر والتخلّف الاقتصادي، وهذا مادفع  الحكومة إلى الإسراع في دفع عجلة التنمية الشاملة، بوضع خطة استراتيجية لتطوير البلاد اجتماعياً واقتصادياً وفي فترة زمنية محددة م...1970 وكانت مدتها عشرون عاماً من عام.

ماليزيا نموذج يُحتذى به:
إن النهضة التي قادها مهاتير محمد ,تحرّك لها المجتمع بأسره كباراً وصغاراً مسلماً وبوذياً، للقيام بعميلة التنمية والتغيير لتصبح ماليزيا في مصاف الدول المتقدمة كدولة إسلامية،  بدءاً بإنشاء بنية اجتماعية مستقرّة تحقّق المساواة والعدل والحرية على أساس التجانس بين العرقيات والأديان المختلفة، ورفع الدخل السنوي لكل فرد، مروراً بالتعليم والزراعة والصناعة وكافة المجالات حتى باتت ماليزيا قبلةً لطلاب العلم من أبناء العرب والمسلمين، بالإضافة إلى المظهر الحضاري الذي تتمتع به ماليزيا من عمران ومدنية حديثة بنبض يحمل نور الإسلام، إلى  جانب المصانع التي تنتج صناعات حديثة بمواصفات دولية  .

ومازالت ماليزيا مستمرّة في خطتها الشاملة نحو التنمية والتقدّم.

فالتجربة الماليزية في التنمية والتطوير نموذج يستحق النظر والدراسة كونها دولة إسلامية بنت حضارتها في العصر الحديث، وأثبتت قوتها ووجودها بين الأمم.


قصة الإسلام في ماليزيا



وصل الإسلام إلى ماليزيا في القرن السابع الهجري، وإن كنا لا نستطيع أن نُحَدِّد بالضبط السنة التي انتشر فيها؛ وقد كانت روابط شبه الجزيرة الملايو (ماليزيا) متينة مع جزيرة سومطرة المواجهة من ناحية الغرب، والتي وصل إليها الإسلام كذلك؛ لأن أطرافها الشمالية أقرب إلى الغرب، حيث كانت تمخر السفن الإسلامية، وتتحكَّم تلك السفن في طرق المحيط الهندي البحرية، وفي موانئه وقواعده ومراكزه وبحاره، وينتقل المسلمون التجار والدعاة على السواحل يحملون مع بضائعهم العقيدة الإسلامية، التي تتلاءم والفطرة البشرية، وتعطي معاملتهم وسلوكهم وأخلاقهم صفةً تختلف عمَّا يتَّصِف به بقية التجار؛ بل كان كلُّ تصرف ينبع من تلك العقيدة، وكثيرًا ما كان الدعاة يتَّخذون التجارة وسيلة ليتَّصلوا مع السكان، وليدعوهم إلى الإسلام.

وفي سنة 676هـ أسلم ملك جزيرة (مالاقا) على يَدِ تجار مسلمين قادمين من جدة، وأطلق على نفسه اسم "محمد شاه"، وتبعه شعبه في اعتناق الإسلام، وبذا قامت أوَّل دولة إسلامية تعمل على نشر الإسلام فيمن جاورها من الجُزُر، وفي غضون نصف قرن أصبحت (مالاقا) مركزًا يَشُعُّ الإسلام على المناطق المجاورة، فأسلمت جزيرة (باهانغ) وجنوبي الملايو.

الاستعمار البرتغالي لمالاقا
ثم بدأ الاستعمار يحدو صوب ماليزيا حيث وصل البرتغاليون إلى مالاقا عام (915ه = 1509م) منطلقين من قاعدتهم "غوا" على سواحل الهند الغربية، وقاموا بهجوم على مالاقا، لكنه باء بالفشل، وبعد عامين أعادوا الكَرَّة، وقاموا بهجومهم الثاني، ولكن قبل الهجوم ألقى قائدهم البوركرك خطابًا جاء فيه: "الأمر الأوَّل هو الخدمة الكبرى التي سنُقدِّمها للربِّ عندما نَطْرُد المسلمين من هذه البلاد، ونَارَ هذه الطائفة المحمدية، حتى لا تعود للظهور بعد ذلك أبدًا... وإذا استطعنا الوصول إليها فسيترك المسلمون الهند كلها، إن غالبية المسلمين وربما كلهم يعيشون على تجارة هذه البلاد، ولقد اغتنوا، وأصبحوا أصحاب ثروات ضخمة، و"مالاقا" هي مركزهم الرئيسي، فمنها ينقلون كل عام التوابل والأدوية إلى بلادهم دون أن نستطيع منعهم، فإذا تمكَّنَّا من حرمانهم من هذه السوق القديمة لا يبقى لهم ميناء واحد أو محطة واحدة مناسبة في كل هذه المنطقة ليستمرُّوا في تجارتهم، وأُؤَكِّد لكم أنه إذا استطعنا تخليص مالاقا من أيديهم فستنهار القاهرة، وبعدها مكة نهائيًّا". وبعد أن سقطت المدينة بأيديهم دقَّتْ أجراس الكنائس في روما ابتهاجًا، وعمل البرتغاليون على محاربة المسلمين والكيد لهم بكل وسيلة ملكوها، فقتلوا وفتكوا بأعداد الأهالي.

الاستعمار الهولندي لمالاقا
وفي سنة (1051هـ= 1641م) حلَّ الهولنديون محل البرتغاليين، وتابعوا سياستهم في قتل المسلمين وملاحقتهم، وقد اتَّبع الهولنديون نظام الإقراض الرِّبَوِيِّ، فتهيَّأ لهم لذلك انتزاع الأملاك من أيدي مُلاَّكِها في مالاقا وغيرها، ولما قاوم السكان ذلك أُخْمِدَت مقاومتهم بالقوَّة، وبذلك تحطَّم نظام مالاقا الاقتصادي، وذاق أهلها الفَاقَةَ والذِّلَّة، وبدأ أهل الملايو في صراعهم مع هولندا فهاجموا المراكز والمنشآت الهولندية، ولكن هذه المقاومة كانت أقلَّ من قوَّة المستَعْمِر الذي يستعمل أحدث الأسلحة، وعَيَّن الهولنديون حاكمًا على مالاقا تابعًا للحاكم العامِّ في جاكرتا بإندونيسيا.

ونتيجة التنافس بين الصليبيِّين والاتفاقات التي حدثت بينهم لتوزيع مناطق النفوذ أصبحت المنطقة ضمن نفوذ بريطانيا منذ عام (1201هـ= 1786م)، واستأجرت شركة الهند الشرقية البريطانية جزيرة (بينانغ) من سلطان (قدح)، ومع دخول الإنجليز اتَّجهت أعداد من الصينيين والهنود نحو ماليزيا للعمل، وفتحت بريطانيا لهم الطريق، وسهَّلت لهم القدوم؛ للعمل على تقليل نسبة المسلمين.

الاستعمار الإنجليزي للملايو
وفي سنة 1824م عُقِدَت معاهدةُ تسويةٍ بين إنجلترا وهولندا، تسلَّمت إنجلترا بموجبها مستعمرات هولندا في الملايو، وسلَّمت إنجلترا إلى هولندا مستعمراتها في جاوة وجميع جزر إندونيسيا، وركَّزت بريطانيا نشاطها البحري والتجاري في سنغافورة، ثم استولت بريطانيا على الجزء الشمالي لجزيرة (بورنيو)، وقسمته إلى ثلاثة أقسام هي: سراواك، صباح، بدني، وهذه المناطق أصبحت مراكز تِجارية وعسكرية مُهِمَّة لبريطانيا، وتَكَوَّنَ منها فيما بَعْدُ الجزء الشرقي من ماليزيا.

وقامت ثورات في كثير من الأماكن في الملايو ضدَّ الإنجليز، وكانت هذه الثورات إنذارًا لبريطانيا، وانضمَّ بعض سلاطين الملايو إلى الشعب في هذه الثورات، ولم يَنْعَم الإنجليز بالاستقرار، وقد شهد مطلع القرن العشرين ثورة عارمة قام بها المجاهد المعروف بالشيخ الهادي، والذي كان قد تتلمذ بمصر على يد الشيخ محمد عبده، وعند عودته إلى الملايو أصدر مجلة سُمِّيَت مجلة الإمام تيمُّنًا بالإمام محمد عبده، وكان لها أثر كبير في ربط حركات الاستقلال بالملايو بالنهضة الإسلامية في الشرق العربي، وكانت هذه الحركات الجهاديَّة التي أتعبت المحتلِّين من الإنجليز ممهِّدة لزحف اليابان على الملايو في بداية الحرب العالمية الثانية.

"الإنجليز واليابانيون" وتخريب أرض الملايو
فقد كانت "بورمنيو"، وشبه جزيرة الملايو من بين ما احتلته اليابان في جنوب شرق آسيا، وذلك سنة (1360هـ= 1941م)، وقد وُضِعَت البلاد تحت الإدارة العسكرية اليابانية، وتمَّ تعيين رؤساء يابانيين لمختلَف دوائر الدولة، غير أن مهمَّتهم كانت الإشراف فقط، بينما كان الموظَّفون الملايويون يقومون بأعمال الإدارة المحلية الفعلية، مما أكسبهم المهارة والثقة بالنفس والتي كانوا قد فقدوها خلال الاحتلال البريطاني.

وكان الاستعمار الياباني أقسى وأعنف من الاستعمار الإنجليزي؛ فقد أساء اليابانيون معاملة الأهالي، رغم ما رفعوه من شعارات برَّاقة، وحاولوا فرض لُغتهم على الأماكن التي احتلُّوها، ووقع الشعب الماليزي تحت وَطْأَة التخريب المتبادَل بين القوات البريطانية والقوات اليابانية؛ لأن الإنجليز حاولوا تخريب البلاد قبل الاستسلام؛ فهدموا كثيرًا من الكباري، ودمَّروا المباني، وأتلفوا ما تركوه من أسلحة، ولم يكتفوا بذلك؛ وإنما أتلفوا مزارع المطَّاط والأرز، وأحرقوا كَمِّيَّات هائلة من البترول .وبعد انتهاء الحرب العالمية وهزيمة اليابان مع دول المحور، اضطرَّت اليابان للانسحاب من المناطق التي دخلتها، ومن بينها دول الملايو، الأمر الذي أعاد إنجلترا إلى قواعدها السابقة، لتحل محلَّ اليابانيين الذين غادروا المنطقة.

وبعد عودة الإنجليز اقترحوا أن يقوم اتحاد بين المحميات البريطانية التسع في الملايو، ونشأت منطقة الملايو الوطنية المتَّحدة للإعداد لهذا المشروع، وفي عام (1367هـ= 1948م) تأسَّس اتحاد الملايو، وتمتَّعت كل ولاية بحكمها الذاتي، ولكن تحت إشراف حكومة مركزية، وظلَّ الحكَّام يتمتعون بسيادتهم في الإمارات المختلفة عدا (مالاقا، وبيانغ) اللَّتَيْنِ بَقِيَتَا مستعْمَرَتين بريطانيتين.

الاستقلال والاتحاد
وفي عام (1375هـ= 1955م) وُضِعَ دستور جديد للملايو، حيث حُوِّلَتْ أكثر مسئوليات الحكومة الاتحادية إلى المجلس التمثيلي للشعب، وجَرَت انتخابات عامَّة فاز فيها التحالف برئاسة "تنكو عبد الرحمن"، حيث حصل على 51 مَقعَدًا من أصل 52.

وفي مؤتمر لندن عام (1376هـ= 1956م) تقرر استقلال اتحاد الملايو الذاتي في الشئون الداخلية، وبعد عام تمَّ الاستقلال الذاتي ضمن رابطة الشعوب البريطانية، وفي الوقت نفسه حصلت سنغافورة على الاستقلال الذاتي، وحصل قتال في سنغافورة عام (1380هـ= 1960م)؛ فأعلنت حالة الطوارئ، وبعدها بعامين جَرَت مفاوضات ليقوم اتحاد بين الملايو وسنغافورة وشمال بورنيو، وقد تمَّ فعلاً في 1963م، إلاَّ أنَّ بورنيو رغبت في البقاء وحدها، غير أن الاتحاد الذي أُطْلِقَ عليه اتحاد ماليزيا قد لقي معارضة شديدة وخاصَّة من إندونيسيا، كما لقي معارضة من الفلبين التي ترى من جهتها أن شمالي بورنيو كان دولة واحدة من جزر مولو التي هي جزء منها، ولكن اعترفت الدولتان بالأمر الواقع مع مرور الزمن، وفي عام (1385هـ= 1965م) خرجت سنغافورة من دولة الاتحاد، وأصبحت ماليزيا دولة مستقلَّة.

وهناك مجموعة من الدول في جنوب شرق آسيا بها أقليات إسلامية, يعاني فيها المسلمون من ظروف قاسية, وتضييق شديد على ممارساتهم الدينية والحياتية, وبلاد أخرى بها أكثرية إسلامية ولكنها تعاني من احتلال لأراضيها مثل ما يحدث لمسلمي فطاني, وتركستان الشرقية.



ما يكمن وراء قضية الطائرتين المنكوبتين

قال رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبدالرزاق في تصريح سابق إن حادثتي اختفاء طائرة "MH370" واسقاط طائرة "MH17" شرقي أوكرانيا الماليزيتين ساهمتا بشكل كبير في تعزيز الروح الوطنية لدى الماليزيين.
وأضاف عبدالرزاق خلال تدشين الإحتفالات الوطنية بالذكرى الـ57 لاستقلال البلاد الذي يصادف الـ31 من اغسطس أن هذه الأحداث التي أصابت ماليزيا هذا العام ساهمت في اتحاد أبناء الوطن الواحد في مواجهة كل التحديات والعقبات مهما كانت وفي مختلف المناسبات.
وأكد على اهمية المناسبة الوطنية والاحتفال بذكرى الاستقلال مشيرا الى انه لا يمكن اخفاء مشاعر الروح الوطنية لدى المواطنين في هذا اليوم.
وأعرب عبدالرزاق عن الاعتزاز بعلم الدولة الذي "يعد رمزا لفخر واثبات الهوية الوطنية الماليزية التي وحدت الشعب ويمثل سيادة واستقلال الأمة".
واعرب عن تقديره وفخره لنضال القوميين من أبناء الشعب الماليزي الذين وضعوا الأساس لنجاح وتطوير دولة مستقلة وذات سيادة مشددا على أهمية تمسك جميع طبقات المجتمع بعملية السلام والوئام من أجل مستقبل مشرق.

Wednesday, June 26, 2013

مضايقة الشيعة في ماليزيا

مضايقة الشيعة في ماليزيا
في هذا العام أقام الشيعة في مختلف الولايات الماليزية مراسم عاشوراء بحرية تامة، إلا أن حكومة ولاية “سلانجور” وضعت الشيعة تحت أشد الضغوط الأمنية والدعائية، وقدمت رجل دين ماليزي وآخر إيراني للمحاكمة!
ووفقا لما أفاده تقرير لوكالة أهل البيت(ع) للأنباء – ابنا – فإن قوات الأمن في ولاية سلانجور الماليزية هاجمة ليلة عاشوراء “حسينية الشيعة” وخربت مراسم العزاء الحسيني، واعتقلت عددا المشاركين فيه.
في يوم عاشوراء لهذا العام المصادف 15 كانون الأول 2010 شهدت حسينية “حوزة الإمام علي بن موسى الرضا(ع)” الواقعة في منطقة “ري جمباك – Seri Gombak” من ولاية سلانجور الماليزية مراسم عزاء شارك فيه 200 من الشيعة.
وتفيد الأخبار الواصلة من ماليزيا أن هؤلاء المجتمعين منهم 105 من شيعة ماليزيا رجال ونساء، وعدة أندنوسيين، واثنان من ميانمار، والباقي من الشيعة الإيرانيين والباكستانيين المقيمين في هذا البلد، وبدأت مراسم هؤلاء الشيعة في الساعة الثامنة مساء حسب التوقيت المحلي. بدأ برنامجهم بإقامة صلاة المغرب والعشاء، ثم قراءة زيارة عاشوراء، وبيان مختصر عن واقعة عاشوراء.
ثم ألقى “حجة الإسلام والمسلمين محسن رادمرد” وهو مبلغ إيراني كلمة كان يترجمها إلى اللغة الملاوية “حجة الإسلام والمسلمين حاجي محمد كامل زهيري بن عبد العزيز” وهو رجل دين شيعي ماليزي.
وموضوع هذه الكلمة هو “دور وعلامات المؤمن المسلم” وفجأة وفي حوالي الساعة 10:15 مساء هاجم مجلس العزاء عدد من الأفراد يدعون أنهم ضباط منفذين للقانون ينتمون إلى ما يدعى “مؤسسة الشؤون الدينية في ولاية سلانجور (JAIS)”.
وقام هؤلاء الأشخاص يدعمهم رجال شرطة بمنع استمرار الكلمة وقرأوا حكما قضائيا يوجه هجومهم هذا. ووفقا لهذا التقرير فقد دخل عدد من الضباط بأحذيتهم إلى مجلس العزاء مما أثار غضب الحاضرين فاضطر هؤلاء إلى خلع أحذيتهم. ومن أجل تقليل حدة التوتر قام المشاركون برفع أصواتهم بالصلاة على محمد وآل محمد. وطالب الضباط من الحاضرين التزام الهدوء أثناء التحقيق وتفتيش المكان.
وفي هذا التفتيش قامت قوات الشرطة بجمع هويات وجوازات سفر جميع الحاضرين، والكتب الدينية، ومنها القرآن الكريم، وكتب الأدعية، والتربة، والبوسترات، والصور.
وبعد هذا الهجوم اعتقلت الشرطة “الشيخ كامل زهيري” و”حجة الإسلام والمسلمين رادمرد” مع حوالي 200 من الشيعة المشاركين في مجلس العزاء. وتم الإفراج عن المعتقلين بعد عدة ساعات، إلا أن الشيخين زهيري ورادمرد بقيا قيد التحقيق الذي استمر حتى الساعة 2:00 صباحا. ثم طلبوا منهم أن يحضروا إلى المحكمة الشرعية في الساعة 10:00 صباحا لاستكمال التحقيقات.
الاستاذ حاجي محمد كامل زهيري في المحكمة البدائية
وبعد هذه المحاكمة الابتدائية تم إطلاق سراحهما بضمانة ثقيلة، وتم تحديد يوم 20 كانون الأول 2010 لمحاكمتهم. وتم حجز جواز سفر الشيخ رادمرد إلى يوم المحاكمة.
وتم استدعاء كل المشاركين في العزاء للتحقيق معهم في مؤسسة سلانجور الدينية، وعليهم الحضور في شهر آذار 2011 المقبل في المحكمة التابعة للشريعة.
دعيات كاذبة
بعد هذه الاعتقالات بدأت حملة دعايات كاذبة استهدفت التشيع، منها ما صدر عن مؤسسة الشؤون الدينية في سلانجور حيث ادعت: “أن شيعة ماليزيا يسعون إلى إسقاط نظام الحكم الملكي في ماليزيا”!
وقامت القنوات التلفزيونية الماليزية بعرض واسع لصور المعتقلين الشيعة، وقام رئيس مؤسسة سلانجور الدينية – وهو شخص متأثر بالفكر الوهابي – بكيل التهم للشيعة في برنامج تلفزيويني.
وصرح « داتوك محمد خورسين مناوي ـ Datuk Muhammed Khusrin Munawi» في مقابلة صحفية حول الهجوم على حوزة الامام الرضا(ع) قائلا:
1 – لقد قامت مؤسستي بتحقيقات واسعة في حول نشاطات هذا المركز منذ تأسيسه قبل عامين وحصلت على وثائق كافية حول الشيعة قبل القيام بهذه الهجمات!.
2 – هذه العمليات هي أكبر عمليات ضد “التعاليم المنحرفة” في سلانجور.
3 – سوف يتم إحضار هذه المجموعة إلى مكتبي للتحقيق معهم بشكل أكبر، ونحن نعتقد أن التعاليم المنحرفة لهذه المجموعة انتشرت في سائر الولايات.
4 – تمت هذه العمليات ضد 200 شخص منهم أجانب! يظن أنهم من الجنسية الإيرانية.
5 – نحن نتهمهم بنقض فتوى مفتي سلانجور القائلة: “إن التشيع منحرف عن تعاليم أهل السنة والجماعة، أو التعاليم الحقيقية للإسلام”، ونتابعهم قضائيا وفقا للمادة 12(c) من قانون المنظمات الإسلامية المصوب عام 1989.
6 – يرى هؤلاء جواز زواج المتعة وبذلك بإغواء البعض وجذبوهم إلى التشيع!!
7 – لا يجب الحج عند هؤلاء، ويكتفون بزيارة الحسين[ع] الذي يمنحهم الجنة!
8 – إن هؤلاء يجمعون الصلاة اليومية (الظهر والعصر، والمغرب والعشاء) دون ضرورة، أو في حالة سفرهم 90 كيلومترا يرون ذلك جائزا!
9 – يستخف الشيعة بالعبادات فيجتذبون البعض بذلك.
10 – بعضهم متشدد جدا ولا يروننا مسلمين، ويحلون سفك دمائنا.
11 – يرون أن قتل أهل السنة جهاد. وأنا أرى أن هذا الاعتقاد بدلهم إلى خطرين جدا.
12 – وفقا للمستندات والوثائق التي حصلنا عليها فإننا إذا سمحنا لهذا الفريق المتعصب من الشيعة المتطرفين بالعمل سيشكل خطرا أشد من سائر الفرق المنحرفة بما يهدد أمننا.
وفي الختام أكد خورسين قائلا: سيحاكم كل المعتقلين وفقا للمادة 12 (c) من القانون المصوب سنة 1995 في المحكمة الشرعية الجنائية، وتنص هذه المادة على المتابعة القانونية لكل من يتجاوز ويهين الفتاوى الصادرة عن الجهات الدينية،او يتجاوز عليها. جدير بالذكر أن بعض المعتقلين هم من أساتذة الجامعات والطلاب، والحقوقيين، وموظفي الدولة في ماليزيا.
تأثير الوهابية:
من الواضح أن التهم التي وجهها خورسين للتشيع لا أساس لها من الصحة، بل هي تعبر عن آراءه الخاصة المتأثرة بالفكر الوهابي السلفي، والكثير منها موجود في فتوى مفتى سلانجور أيضا! وصارت هذه الفتوى أساسا قانونيا للضغط على الشيعة.
ولقد نشرت الصحف في سلانجور هذه النقاط – على الخصوص الصحيفة التي تنقل فتاوى سلانجور – وبين تلك الفتاوى توجد فتوى تقول: “لا يعترف الشيعة بالأحاديث التي ينقلها أهل السنة، ويتهمون أصحاب النبي(ص) بالكفر!”. ولقد أجاب علماء الشيعة مرارا وتكرارا عن هذه التهم.
ووفقا لفتوى مفتي سلانجور فإن التشيع منحرف عن تعاليم أهل السنة والجماعة؛ لأنه يتناقض مع تعاليم وعقائد وأفكار أهل السنة والجماعة.
احتجاجات واسعة
واستتبعت هذه الخطوات الخطيرة احتجاجات واسعة النطاق. منها المظاهرات التي سيقيمها الشيعة في تايلند ضد هذه الهجمات.
وكذلك سيقوم الطلاب الماليزيون الشيعة في قم غداء بالتوجه الى السفارة الماليزية في طهران للاحتجاج على هذه الخطوات الظالمة.
خطر التشدد الوهابي على ماليزيا
جدير بالذكر أن في دولة ماليزيا ما يقارب 20 ألف شيعي ماليزي، ويقيم فيها ما يقارب 30 ألف إيراني للعمل او الدراسة. وستعرض هذه الدعايات الكاذبة حياة هؤلاء للخطر، وسوف تلحق الضرر باقتصاد ماليزيا وصورتها الحسنة ومحبوبيتها.
ويحكم ماليزيا نظام ملكي دستوري، وإدارة فدرالية. وفي هذا البلد 13 ولاية ويطلق على محافظ الولاية عنوان “ملك”.
وهذه الولايات هي: “جوهر”، “كداه”، باهنج”، “نجري سمبيلان”، كلانتان”، “براك”، “سلانجور”، “برليس”، “ترانجا”، “ملاكا”، “بنانج”، “بوتراجايا”، “كوالالامبور”، وكل منها فيه قوانين مستقلة، وتنفرد ولاية سلانجور بهذه الفتاوى والقوانين العجيبة الغريبة.


Wednesday, June 12, 2013

مستقبل المسلمين في ماليزيا

مستقبل المسلمين في ماليزيا
 تعتمد ماليزيا نظاماً ديمقراطياً تجري فيه انتخابات تشريعية كل خمس سنوات، يخوض المعركة فيها مرشحون من صفوف المعارضة، وتتوفر لهم فرص النجاح كافة، لدرجة أن بعض أحزاب المعارضة نجحت أكثر من مرة في الهيمنة على حكومات ولايات عدة. وقد ظل ائتلاف الجبهة الوطنية الذي يتألف من 14 حزباً يشكّل المسلمون غالبيتها، يسيطر على الحكومة الاتحادية منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا، عن طريق انتخابات حرة ونزيهة.

ويُعَدُّ الحزب الإسلامي الماليزي الذي يُعرف اختصاراً بــــــ (باس) أكثر الأحزاب اعتماداً على العنف في البلاد، وقد ظلّ هذا الحزب يزعم أن من يعطي صوته لمرشحيه في الانتخابات، سيضمن مقعده في الجنة في الآخرة، ويسعى إلى تضليل عامة الناس بأنه يُجسد الإسلام الصحيح، وأن المسلمين الآخرين في البلاد ما هم إلا كُفار وعُصاة. ورغم أننا كنا نعتقد أن هذه المزاعم لن تنطلي على أحد، إلا أن قيادة وأعضاء (باس) استمروا في هذا المنهج الخطير، فشنّوا حملات واسعة ابتداءً من رياض الأطفال ومروراً بالمراحل التعليمية المختلفة وانتهاء بالجامعات، لتأجيج الكراهية والحقد بين المواطنين. وقد نجحوا للأسف، في غرس الكراهية بين عامة الناس، وألّبوهم ضد الاتئلاف الحاكم في البلاد، لدرجة أنهم نجحوا مؤخراً بالاستيلاء على الحكومة في ولايتين (كلانتن وقدح). ويلاحظ أن أعداء ماليزيا بالخارج الذين لا يريدون للبلاد استقراراً وتقدّماً، وجدوا ضالتهم في هذا الحزب، فأخذوا يشجعون أنشطته، لا لغرض يصبّ في مصلحة الإسلام والمسلمين، بل لخلق عدم استقرار بالبلاد وتهديد وحدتها وتفويض الرفاه الذي تحقق فيها.

نحن لا نودّ أن نُعير هذه الفئة المارقة اهتماماً يُذكر، لكننا نشعر بالقلق لأنها سادرة في أنشطتها لدرجة أن عدداً متزايداً من المواطنين أصبح يؤمن أن نظام الحكم القائم في ماليزيا نظام كافر لا علاقة له بالإسلام.


وخلاصة الأمر أنه من الواجب علينا جميع المواطنين الماليزيين أن نعمل جادين على توطيد آصرة المحبة والوئام بيننا. ولا نعني بالاتحاد هنا اتحاد المسلمين مع المسلمين فحسب، وإنما الاتحاد المأمول هو اتحاد جميع فئات الشعب الماليزي على مختلف أجناسهم. كلهم متحدون تحت راية ماليزيا الرافيعة.

Tuesday, June 11, 2013

أسلوب الترجمة: التكافؤ (Equivalence)


التكافؤ (Equivalence)

يقصد بالتكافؤ استبدال التعبيرات الخاصة المألوفة في اللغة المصدر بتعبيرات مكافئة لها في الاستخدام ومستساغة في اللغة الهدف؛ إذ يمكن أن تتفق اللغتان، المصدر والهدف، في تصوير حالة ما للتعبير عن واقع واحد، ولكن باستخدام وسائل أسلوبية وتركيبية مختلفة. وغالباً ما يكون التكافؤ ذا طبيعة ترابطية اتحادية (syntagmatic nature) تشمل كل الرسالة؛ ولذلك تشكل أغلب التكافؤات صيغاً ثابتة، وتؤلف تعابير اصطلاحية كالحكم والأمثال.

وتُعَدُّ ترجمة الأمثال والحكم مجالاً مثالياً للتكافؤ. فنيومارك يؤكد على أن الأمثال والحكم لا يمكن ترجمتها حرفياً؛ بل يجب مكافأتها باستبدالها أو التعويض عنها بمثل آخر مستقل في اللغة الهدف يؤدي الوظيفة نفسها التي يؤديها المثل الأصلي في اللغة المصدر. وعلى هذا الأساس، فترجمة الأمثال لا تعني بالتركيب اللغوي والمعجمي للمفردات بقدر ما تعني بالمعنى الوظيفي لهذه الأمثال. فلا يشترط وجود ارتباط بين العناصر التركيبية أو الصورة الإيحائية بين المثل وترجمته؛ وذلك لأن الصور في الأمثال عادة ما تكون صوراً ثقافية مستوحاة من بيئة متكلميها. مثل ذلك.

1) سبق السيف العذل
المكافئ الملايوي: Nasi telah menjadi bubur
بمعنى (أصبح الأرزُ حساءً أو شربة)

شرح المثل:
1.  يضرب للتعبير عن عدم جدوى الندم بعد فوات الأوان.
2.  ( يضرب لمن يتعجل في عمل ما ثم يتضح خطؤه فيندم عليه ). وأصله أن رجلاً وثبَ على رجل فقتله يظنُّه قاتل أبيه، ثم اتضح له أن القتيل بريء فندم، ولما عذله الناس في ذلك ( أي لاموه ) قال : سبق السيف العذل.
3.  نرى أن المثل العربي يحمل صورة السيف ورائحة القتل والثأر، وهي صور اعتاد عليها من عاش في الفيافي والصحاري يصارع الخوف والموت من أجل لبقاء. أما المثل الملايوي فقد اختلفت صورته تماما، حيث جاء في شكل أرز تحول من شكله المتماسك الجميل إلى سائل ذابت صلابته، وخارت قواه.

2) لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ
المكافئ الملايوي: Pisang tidak berbuah dua kali
بمعنى (شجرة الموز لا تثمر مرتين)
يحمل المثل العربي صورة أفعى مختبئة في جحرها بين الصخور تنتظر فريستها. أما صورة المثل الملايوي فتشرح لنا أهم خصائص شجرة الموز، وهي أنها تثمر مرة واحدة فقط.

شرح المثل:
1.  ( لَا يُلْدَغ ) هَذَا لَفْظه خَبَر وَمَعْنَاهُ أَمْر، أَيْ لِيَكُنْ الْمُؤْمِن حَازِمًا حَذِرًا لَا يُؤْتَى مِنْ نَاحِيَة الْغَفْلَة فَيُخْدَع مَرَّة بَعْد أُخْرَى، وَقَدْ يَكُون ذَلِكَ فِي أَمْر الدِّين كَمَا يَكُون فِي أَمْر الدُّنْيَا وَهُوَ أَوْلَاهُمَا بِالْحَذَرِ.

2.  يضرب للتنبيه من عدم الوقوع مرتين في الخطأ نفسه. ويحمل المثل العربي صورة أفعى مختبئة في جحرها بين الصخور تنتظر فريستها. أما صورة مثل الملايوي فتشرح لنا أهم خصائص شجرة الموز، وهي أنها تثمر مرة واحدة فقط.
3.  على المؤمن أن يكون حذراً في أموره، فلا يمكن أحداً أن يخدعه مرتين؛ فإذا خدعه إنسان مرة وأوقعه في أمر يسوؤه فعليه  أن يحذر منه حتى لا يخدعه مرة أخرى، ويدخل في ذلك ما فيه ضرر ديني و ما فيه ضرر دنيوي.
4.  أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ نَالَهُ الضَّرَر مِنْ جِهَة أَنْ يَتَجَنَّبهَا لِئَلَّا يَقَعَ فِيهَا ثَانِيَة.

ونظراً لأن أسلوب التكافؤ يقوم على تغيير في وجهة النظر بين اللغتين المصدر والهدف، وهو مبدأ التطويع نفسه تقريباً، ذهب البعض إلى ربط أسلوب التكافؤ بأسلوب التطويع. فالتكافؤ من هذا المنطلق عبارة عن تطويع مطول في بنية الجملة، أو بمعنى آخر هو جملة من التطويعات المتراكبة، تحدث تأثيراً إجمالياً بعيداً كل البعد عن النص الأصلي من الناحية اللغوية الدلالية والتركيبية. فالتكافؤ هو المرحلة التي يتخطى فيها الفكر الكلمة بمراحل كبيرة.