Wednesday, January 13, 2010

العلم والمال : أيهما أفضل ؟



لماذا أواصل دراستي العليا؟ خطر على بالي هذا السؤال مراراً وتكراراً. في أول الأمر، أقول إنني أواصل دراستي العليا لأن أكون رجلاً عالماً مؤهلاً بشتى العلوم والمعارف خاصةً في اللغة العربية، ولكن من أعماق قلبي عرفت أن هذا ليس هدفي الأصيل. والحقيقة، أن الهدف الرئيس الذي يجعلني أواصل الدراسة في مرحلة الماجيستير هو الرغبة للحصول على الشهادة تمكّنني من تولية المنصب المرموق بالراتب الباهظة في المصالح الحكومية أو عير الحكومية، وبذلك فقط أُعْتَبَرُ من الناجحين في الحياة.

أعيش الآن في عصر مادي الذي كل شيء فيه يُقاس بالمال. لذلك، الأغنياء والأثرياء في هذه الأيام يلقون أنواعاً من الاحترامات والتقديرات أينما كانوا يذهبون ولو أنهم لا يملكون أية شهادة علمية. وبالعكس، وجدت أن رجلاً عالماً لا يحصل على نفس الاحترام والتقدير، وذلك لأن الناس حالياً لا يعتبرون علمه شيئاً ثميناً يستحق الاحترام والتقدير منهم، وخاصة إن كان لا يملك أيا من وسائل الترف كالسيارة والأثاث الفاخر وغيرها. وبالأحرى أن أقول إن العلم والمعرفة في نظر أكثر الناس لا يستطيعان أن يرفعا صاحبهما إلى أرقى المستويات في الحياة.

وبعد أن ألاحظ هذا الواقع ملاحظةً جيدةً معمقةً مفصلةً، تبيّن لي أن العلم والمال عنصران مهمان في الحياة، حيث إنني محتاج إليهما لكي أحصل على المستقبل المشرق. إذن، فما علي إلا أن أعمل وأكدح في السّعي للحصول على العلوم والأموال على حد سواء لأكون محترماً لدى الناس.