Tuesday, February 2, 2010

أنا واللغة العربية



كنت أدرس في إحدى المدارس الدينية الابتدائية ببلدي فيراق. ثم بعد انتهاء الدراسة فيها التحقت بالمدرسة الدينية الثانوية. ومن بين المواد التي درستها هي مادة اللغة العربية بما فيها القواعد، والمحادثة، والقراءة، والمحفوظات، والإنشاء، والبلاغة والنصوص الأدبية، وذلك بالإضافة إلى المواد الدينية من الفقه والتوحيد والحديث والتفسير والأخلاق والتاريخ الإسلامي. ولكن تبين أنني بعد مرور أكثر من ثلاث عشرة سنة من دراستي للمرحلتين الابتدائية والثانوية بالمدرسة الدينية لم أستطيع الإجادة في اللغة العربية كلاماً وكتابةً إلا قليلاً منها.


ثم بعد نجاحي في الامتحان الأخير بالمدرسة الدينية، التحقت بالجامعة الإسلامية العالمية لمواصلة دراستي بكلية اللغة العربية وآدابها في مرحلة البكالوريوس. وبعد أربع سنوات حصلتُ على الشهادة العالية في اللغة العربية وآدابها وقد عينّتُ مدرساً بإحدى المدارس لمدة خمس أشهر وبعدئذ تركت العمل من أجل مواصلة الدراسة العليا بقسم اللغة العربية في المجال التعليمي في نفس الجامعة متخصصاً في اللغة العربية بوصفها لغة ثانية

(Master of Arabic As Second Language).


فقد أدركت أنني بالرغم من تخرجي في كلية اللغة العربية وآدابها بالجامعة الإسلامية العالمية، فإنني ما زلتُ عاجزاً عن التعبير باللغة العربية وعن فهم العبارات العربية خارج الكتب العربية التي درستها أيام دراستي. وحاولت أن أبحث عن السبب المؤدي إلى هذه القضية، فوجدت أخيراً وهو أنني لم أكون يوماً من الأيام أمارس اللغة العربية كلاماً وكتابةً ولم أعمل بها منذ أن درستها في المدرسة الابتدائية حتى الآن. وهنا فقط عرفت أن العلم سيضيع سدى إن لم يمارسه ويعمل به صاحبه من حين لآخر. قد قضيتُ مدة طويلة في دراسة اللغة العربية ولكنها ضاعت مني بسبب عدم ممارستي لها وعدم عملي بها.