Wednesday, June 12, 2013

مستقبل المسلمين في ماليزيا

مستقبل المسلمين في ماليزيا
 تعتمد ماليزيا نظاماً ديمقراطياً تجري فيه انتخابات تشريعية كل خمس سنوات، يخوض المعركة فيها مرشحون من صفوف المعارضة، وتتوفر لهم فرص النجاح كافة، لدرجة أن بعض أحزاب المعارضة نجحت أكثر من مرة في الهيمنة على حكومات ولايات عدة. وقد ظل ائتلاف الجبهة الوطنية الذي يتألف من 14 حزباً يشكّل المسلمون غالبيتها، يسيطر على الحكومة الاتحادية منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا، عن طريق انتخابات حرة ونزيهة.

ويُعَدُّ الحزب الإسلامي الماليزي الذي يُعرف اختصاراً بــــــ (باس) أكثر الأحزاب اعتماداً على العنف في البلاد، وقد ظلّ هذا الحزب يزعم أن من يعطي صوته لمرشحيه في الانتخابات، سيضمن مقعده في الجنة في الآخرة، ويسعى إلى تضليل عامة الناس بأنه يُجسد الإسلام الصحيح، وأن المسلمين الآخرين في البلاد ما هم إلا كُفار وعُصاة. ورغم أننا كنا نعتقد أن هذه المزاعم لن تنطلي على أحد، إلا أن قيادة وأعضاء (باس) استمروا في هذا المنهج الخطير، فشنّوا حملات واسعة ابتداءً من رياض الأطفال ومروراً بالمراحل التعليمية المختلفة وانتهاء بالجامعات، لتأجيج الكراهية والحقد بين المواطنين. وقد نجحوا للأسف، في غرس الكراهية بين عامة الناس، وألّبوهم ضد الاتئلاف الحاكم في البلاد، لدرجة أنهم نجحوا مؤخراً بالاستيلاء على الحكومة في ولايتين (كلانتن وقدح). ويلاحظ أن أعداء ماليزيا بالخارج الذين لا يريدون للبلاد استقراراً وتقدّماً، وجدوا ضالتهم في هذا الحزب، فأخذوا يشجعون أنشطته، لا لغرض يصبّ في مصلحة الإسلام والمسلمين، بل لخلق عدم استقرار بالبلاد وتهديد وحدتها وتفويض الرفاه الذي تحقق فيها.

نحن لا نودّ أن نُعير هذه الفئة المارقة اهتماماً يُذكر، لكننا نشعر بالقلق لأنها سادرة في أنشطتها لدرجة أن عدداً متزايداً من المواطنين أصبح يؤمن أن نظام الحكم القائم في ماليزيا نظام كافر لا علاقة له بالإسلام.


وخلاصة الأمر أنه من الواجب علينا جميع المواطنين الماليزيين أن نعمل جادين على توطيد آصرة المحبة والوئام بيننا. ولا نعني بالاتحاد هنا اتحاد المسلمين مع المسلمين فحسب، وإنما الاتحاد المأمول هو اتحاد جميع فئات الشعب الماليزي على مختلف أجناسهم. كلهم متحدون تحت راية ماليزيا الرافيعة.